Loading...
مفضلة

صلح الحديبيه

تم النشر بواسطة : Unknown | في الثلاثاء، 4 مايو 2010 | 11:11 ص

 صلح الحديبيه
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مرة في منامه أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين .. ففي السنة السادسة بعد الهجرة فرض الحج والعمرة . واستبشر الرسول عليه الصلاة والسلام خيرا ، وذلك لأنه كان يعلم أن رؤيا الأنبياء حق إن شاء الله . وصمم الهادي الكريم على زيارة البيت الحرام وأداء مناسك العمرة ، غير أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد توقع معارضة من قريش لزيارته إلى مكة ، وخشي أن يظن المشركون أنهم قادمون للحرب . ومع هذا ، خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع 1500 من صحابته متجهين إلى مكة . وما هي إلا مسافة ستة أميال عن المدينة ، حتى أحرم الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه لتأدية مناسك العمرة ، وألسنتهم تلهج بالدعاء : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) . أما قريش ، فقد علمت بمقدم المسلمين إلى مكة ، فأرسلت مائتي رجل يقودهم عكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد ليترصدوا المسلمين من على قمم الجبال . أنبئ الرسول صلى الله عليه وسلم بقرار قريش غير المقبول ، فغضب الرسول الكريم لأنه لم يأت من أجل الحرب ، وإنما أتى مسالما . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتياز طريق وعر آخر حتى لا يخوضوا في حرب مع قريش . وبركت الناقة من مكان من الحديبية فجأة، وامتنعت عن النهوض ، فعسكر المسلمون في تلك البقعة . أرسل المسلمون عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إلى قريش آملين في استطاعته أن يقنعهم بنية المسلمين الحسنة . فلم يقتنعوا واعتمدوا مع جانب المكر والمماطلة ، وقد أشيع أنه قتل على يد قريش . عندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما قيل ، دعا المسلمين إلى مبايعته للقتال ، فسارع المسلمون إلى مد أيديهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرضي الله عنهم كما قال في محكم تنزيله : (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )) . لما علمت قريش بما اتفق عليه المسلمين ، خافت على مستقبلها وزعامتها إن هي خسرت المعركة أمام المسلمين ، فأرادت أن تحافظ على ماء وجهها ، فقررت عقد اتفاقية بينها وبين المسلمين . حيث أرسلت قريش سهيل بن عمرو إلى الرسول الكريم تمهيد لإجراءات الصلح . فاستقبل الرسول عليه الصلاة والسلام الوفد بكل حفاوة وتكريم حتى اتفقا على معاهدة للصلح بينها ، كانت بنودها تتضمن ما يلي : • تكون الهدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات . • على المسلمين أن يؤجلوا عمرتهم إلى العام المقبل . • على المسلمين أن يردوا من جاءهم مسلما من قريش ، ولا ترد قريش إلى المسلمين من جاءها منهم مرتدا عن دينه . وسميت الاتفاقية بصلح الحديبية نظرا لأنها تمت في هذا المكان . غير أن المسلمين استاءوا كثيرا ، لأن الاتفاقية كانت نصرا للمشركين وغبنا للمسلمين ، وخاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشاور كبار الصحابة في الأمر . ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أمرهم بالصبر ، لأن الصبر مفتاح الفرج . أقام الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديبية عشرين يوما ، ثم عاد إلى المدينة ، وبينما هو في الطريق ، أنزل الله سبحانه سورة الفتح يبشرهم بفتح قريب . فعاد المسلمون وقد اطمأنت قلوبهم بنصر الله ، وأيقنوا أن الله أراد لهم الخير حين أراد لهم الصلح . وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق